نم مطمئنا يا إبن عمر
من هو إبن عمر؟
حاء الحبيب، حبيب الله
وسين السدرة، سدرة المنتهى،
وواو الوداع والوعد
ونون النداء
وتاء تونس والتونسيين
الشهداء : لا تمت اليوم يا إبن عمر، إنتظر قليلا فلعل شعبنا ينسى فتذكرهم، هكذا قال الشهداء كلامهم الأخير ومضوا؟
إبن عمر : تعبت يا رفاقي، ألا أموت الآن، ما جدوى أنفاسي وليس هناك من يصغي؟
الشهداء : صبرا يا إبن عمر،
إبن عمر : أريد أن أصعد معكم إلى سدرة المنتهى؟
الشهداء : لم يحن الوقت يا إبن عمر
وصبر إبن عمر 224 يوما ثم مات مستشهدا.
هي تلك مشيئة الله أن لفظ حسونة بن عمر آخر أنفاسه صباح السادس والعشرين من رمضان الموافق ل 26 أوت 2011 على الساعة الثامنة صباحا بعد معاناة طويلة دامت أكثر من سبعة أشهر على إثر إصابته بثلاث طلقات يوم 15 جانفي 2011. هكذا قال حسونة كلامه الأخير ومضى، أن يا شعبي لا تغفل ولا تنسى! تلك مشيئة الله أن شهادته دامت أشهرا ذاق فيها الويلات أن يا شعبي لا تخن الشهداء والثورة!
فأين نحن اليوم منكم يا شهداء الثورة؟ أين شعب تونس من تضحياتكم؟ أين نحن من شهادتكم؟ أين نحن منكم يا أحباء الله؟ أين نحن من معاناة أمهاتكم وآبائكم وإخوانكم وأخواتكم؟ هل أصغينا؟
نحن للأسف وفي أحسن الحالات دون المستوى ومتخاذلون إن لم نقل خائنون. ذاق حسونة ويلات المرض الناجم عن إصابته في ظروف من الخصاصة لا توصف دون أن يجد التضامن اللازم من أبناء وطنه. عزفنا عن الثورة وأهدافها، نرى ونسمع عن ترقية القتلة والمجرمين ولا نأبه، تفتح المطارات على مصراعيها لهروب المفسدين والمخربين ويرمى بالأشراف في السجون ونحن لا نسمع ولا نعقل.
فإلى متى سيدوم الصمت ومتى سنلتفت إلى عائلات الشهداء والجرحى بالتعويض والتكريم اللائقين ومتى سنحاسب القتلة؟ لا أمل لنا في كل ذلك في ظل حكومة السبسي ووزارة الداخلية المتسترين على القتلة والمتآمرين على الثورة. وبالتالي لامناص لنا من الإسراع في طي صفحة السبسي وكتائبه، ولموعد 23 أكتوبر أفضل فرصة لذلك ولا يمكن أن نسمح بتفويتها أو الإلتفاف عليها من قوى الردة والخونة. ذلك أدنى ما يمكن أن نفعله تكريما للشهداء وحتى يتسنى لنا أن نمر إلى حالة شرعية ونؤسس لإرادة سياسية جديدة تعمل على الإصلاح لا الترقيع والمحاسبة والتعويض لا التستر والتجاهل وتكريم الشهيد لا إهانته.
فهل من مصغ؟