إلى الأحبة والأصدقاء،
تمنياتي لكم بعام سعيد، لتكن سنة 2012 سنة البناء والوحدة الوطنية، سنة العمل والكد والجد، سنة الرخاء لتونس الحبيبة. لتكن سنة الكفاح، سنة الجهاد الأكبر والحرب الكبرى، تلك الحرب التي قدرنا أن نخوضها سوية ضد الفقر والجهل وكل ما تراكم في ذواتنا وعقلياتنا من إحباط أو تخاذل أو تكاسل أو محاباة أو جهوية أو محسوبية...
ولا تنسوا، لو كان للأشهر جنسية، لمنحنا ديسمبر وجانفي الجنسية التونسية، تذكروا أن القائد فرحات حشاد سقط شهيدا يوم 5 ديسمبر 1952 لتكون وفاته شرارة إنطلاقة الثورة المسلحة ضد الاستعمار، تلك الموجة التحررية العارمة التي طالت حتى الدار البيضاء لتأتي على الإحتلال الخارجي لوطننا العربي الكبير. كذلك فعل البوعزيزي في 17 ديسمبر 2011 لتكون شرارة الثورة العربية التي لاتزال نارها مستعرة والتي نرجو أن لا تنطفئ قبل أن تأكل الأنظمة الفاسدة بجذورها وتنهي الإحتلال الداخلي...
كذلك هو جانفي، تونسي بإمتياز، 13 جانفي 1952 ، هو تاريخ وصول الجنرال الفرنسي Jean Claude De Hauteclocque على متن باخرة حربية طالبا إقالة كل من الزعيم صالح بن يوسف و حمادي بدرة على خلفية حملهما لقضية الاستقلال التونسي أمام الأمم المتحدة. 18 جانفي من نفس السنة، هو تاريخ إيقاف كل من الزعيم الحبيب بورقيبة ومنجي سليم وعزلهما بطبرقة... 26 جانفي 1978 هو تاريخ المجزرة التي راح ضحيتها شبان وأيضا قياديون ومناضلون من الإتحاد العام التونسي للشغل... جانفي هو أيضا شهر إنتفاضة الخبز في 3 جانفي 1984 ... وجانفي هو خاصة شهر تتويج الثورة التونسية بأول نجاحاتها وهو هروب الطاغية بن علي...
وكأن هناك تلازما سحريا بين المرور من سنة إدارية إلى أخرى، من ديسمبر إلى جانفي، وتحولات محورية في تاريخ وطننا العظيم... وهذا يدفعنا إلى أن نأمل في إنتقال بناء ومثمر من سنة 2011، سنة الولادة العسيرة للديمقراطية الحديثة، إلى سنة 2012 ، التي نتمنى أن تكون سنة كل الخيرات...
أيوب المسعودي